متى تتوقف القرنية المخروطية؟

متى تتوقف القرنية المخروطية؟ هل من الممكن تأخير قرار الخضوع لعلاج القرنية المخروطية لحين توقّف تطور المرض من تلقاء نفسه؟ هل يُمكن التخلص من القرنية المخروطية بدون جراحة؟ وهل توجد أدوية أو قطرات لعلاج هذه المشكلة المزعجة؟

إجابات كل هذه الأسئلة وأكثر من خلال سطور هذا المقال..

متى تتوقف القرنية المخروطية؟

إن هذا السؤال قد يرد إلى أذهان الكثير من الأشخاص الذين يخشون الخضوع لأي عملية في أعينهم، ويرغبون في أن يتخلصوا من المرض بأقل تدخلات ممكنة، حتى وإن كان ذلك عن طريق انتظار المرض حتى يتوقف من تلقاء نفسه.

ولكن هل بالفعل من يتوقف مرض القرنية المخروطية من تلقاء نفسه دون تلقّي أي نوعٍ من أنواع العلاج؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تجعلنا نتطرق قليلًا إلى سؤال آخر، وهو سبب القرنية المخروطية من الأساس.. هل القرنية المخروطية مرض وراثي؟ أم أنه يتم اكتسابه بسبب العوامل الخارجية، وبالتالي يمكن أن يتوقّف حال عدم التعرض لهذه العوامل؟

في الحقيقة لم يتوصّل الأطباء حتى الآن إلى السبب الرئيسي وراء الإصابة بالقرنية المخروطية، ولكن أغلب الأطباء يرجّحون أنه مرض وراثي، وأنه يبدأ في التطور مع عمر المراهقة، ويتوقّف تطوره بعد بلوغ سن الـ 30 أو الـ 40.

ولكن هل يعني ذلك أن ينتظر المريض حتى يتوقف المرض ولا يتلقى أي نوع من أنواع العلاج؟!

كيف يرى مريض القرنية المخروطية

تتأثر قدرة مريض القرنية المخروطية على الرؤية بسبب تحوّل القرنية من الشكل الطبيعي الذي يسمح بانكسار الضوء وتركيزه على الشبكية مباشرة في نقطة واحدة إلى الشكل المخروطية الذي يتسبب في انكسار الضوء على عدّة مناطق في الشبكية، وبالتالي لا يرى المريض وضوح.

هل علاج القرنية المخروطية ضروري أم يُمكن انتظار توقّف المرض طبيعيًا؟

قد تظن أنه طالما يتوقّف مرض القرنية المخروطية طبيعيًا بعد بلوغ عمرٍ معين.. فلا داعي إذًا للخضوع لأي عملية جراحية ولا داعي لتكبد تكلفة هذه العمليات وآثارها الجانبية..

ولكن هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا، إذ إنه في أثناء تطور مرض القرنية المخروطية تضعف أنسجة القرنية للغاية، ويفقد المريض جودة الرؤية وكفاءتها، ولا يُمكن استعادة ذلك في المراحل المتطورة حتى مع استخدام النظارات الطبيّة، وحينها لن يمكن إجراء إحدى عمليات الليزك أيضًا، وسيبقى الحل الوحيد حينئذ هو عملية زراعة القرنية.

أي أن المريض انتظر كل هذه الفترة وتحمّل سوء جودة الرؤية حتى يتجنب العمليات الجراحية -التي قد يكون بعضها بسيطًا للغاية في مراحل المرض المبكّرة- ومن ثم اضطر إلى اللجوء لأكثر الإجراءات تعقيدًا، ألا وهي عملية زراعة القرنية.

نستنتج إذًا أن الخضوع لعلاج القرنية المخروطية في وقت مبكّر هو أمرٌ في غاية الأهمية.. ولكن هل يتضمن العلاج طرقًا بسيطة مثل العلاج بالأدوية؟

هل يُمكن علاج القرنية المخروطية بالأدوية؟

لا يُمكن علاج القرنية المخروطية بالأدوية.. ولكن هناك إجراء بسيط للغاية يُمكن إجراؤه في المراحل المبكّرة من المرض، وهو عملية تثبيت القرنية المخروطية، وذلك عن طريق تطبيق قطرات الريبوفلافين (فيتامين ب 12) على العين، مع تسليط الأشعة فوق البنفسجية على القرنية لتقويتها وإيقاف تطور المرض مجددًا.