تجربتي مع المياه البيضاء
تجربتي مع المياه البيضاء بدأت عندما لاحظت ضبابية في الرؤية، ولم ألبث إلا أن ذهب للطبيب ليصف لي نظّارة طبيّة مناسبة. ولكن مع مرور الوقت ازدادت ضبابية الرؤية، ولم تعد النظّارة التي ارتديها تصلح لرؤية الأجسام البعيدة، ولا حتى تفاصيل الأجسام القريبة”.
“وحين كنت منزعجًا بشدّة من هذه المشكلة، كنت أخشى أن أذهب على الطبيب خوفًا من أن يخبرني أني بحاجة للخضوع لعملية المياه البيضاء، فإنا أخشى غرف العمليات والجراحات بصورة عامّة”.
“في النهاية، وبعد أن اطّلعت على تجارب عملية المياه البيضاء التي خاضها بعض المرضى، اطمئن قلبي قليلًا، وذهبت إلى طبيب العيون ليخبرني أن علاج المياه البيضاء في العين الوحيد هو عملية المياه البيضاء، وأنها عملية بسيطة وذات نسبة نجاح تصل إلى 99%”.
في هذا المقال نوضّح أهم الأعراض التي يواجهها مريض المياه البيضاء في أثناء تجربته مع هذا المرض، ونلقي الضوء على نتائج العملية في إطار تجارب المرضى الذين خضعوا للعملية، كما وسنوضّح أسباب فشل عملية المياه البيضاء.
تجربتي مع المياه البيضاء و ما هي طبيعة الأعراض؟
إن مرض المياه البيضاء من الأمراض الشائعة، وأغلب المصابين به قد لا تظهر عليهم أي أعراض. ولكن هناك بعض الحالات التي قد تظهر عليها أعراضٌ متعددة، مثل:
- عدم القدرة على تمييز ملامح الوجوه وتفاصيل الأجسام القريبة، وهذا ما قد نلاحظه جليًا مع كبار السن عندما يفقدون القدرة على تمييز الأحفاد، فغالبًا ما يرجع ذلك إلى إصابتهم بالمياه البيضاء في مراحلها المتطورة.
- مواجهة صعوبة في أثناء القراءة أو القيادة ليلًا.
- الحساسية الشديدة تجاه مصادر الأضواء.
- بهتان الألوان (تحوّل الألوان إلى اللون الأصفر).
- عدم الرضا عن كفاءة الرؤية حتى بالنظّارة الطبيّة.
- رؤية هالات حول مصادر الضوء.
- تلوّن حدقة العين باللون الأبيض أو الرمادي بدلًا من الأسود (ولا يظهر ذلك العرض غالبًا إلا في الحالات المتطورة من المياه البيضاء).
قد لا تكون هذه الأعراض واحدةً لدى جميع الحالات، سواء في نوع الأعراض أو حدّتها، ولكن المعتاد هو أن حدّة هذه الأعراض تزداد بمرور الوقت دون تلقي العلاج، ولا يوجد -حتى الآن- دواءٌ أو وسيلة تمنع أو تؤخر الإصابة بالمياه البيضاء سوى عملية المياه البيضاء بالفاكو أو الليزر (هناك بعض الدراسات تُشير إلى أن لبعض أنواع الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة تأثير في احتمالية تأخير الإصابة بالمياه البيضاء).
عملية المياه البيضاء. العلاج الوحيد المثبت علميًا لهذا المرض
العلاج الوحيد المعتمد لدى أطباء العيون هو جراحة الساد أو ما يعرف بعملية المياه البيضاء في العين. وهي عملية جراحية تعتمد على تقنية الفاكو أو الليزر لتفتيت العدسة المعتمة (المياه البيضاء) وإزالتها من العين، ومن ثم زرع عدسة أخرى صناعية مكانها لتقوم بوظيفتها.
ولكن هل يتحسّن النظر بنفس الكيفية لدى كل المرضى الذين يخضعون لعمليات المياه البيضاء؟ تختلف نتائج العملية بين مرضى المياه البيضاء وفقًا لعدّة عوامل سنوضّحها لكم خلال الفقرة التالية.
نتائج تجارب عملية المياه البيضاء
الهدف من عملية المياه البيضاء هو إزالة السبب الذي يؤدي إلى ضبابية الرؤية، وهو العدسة المعتمة، واستبدالها بأخرى صناعية شفّافة تسمح بمرور الضوء عبر العين بطريقة طبيعية، وبالتالي تحسين كفاءة الرؤية.
ولكن هناك عدّة تفاصيل لا تجعل نتائج العملية واحدة بين جميع المرضى، ويرجع أغلبها إلى اختيار نوع العدسة المزروعة في العملية.
اختلاف أنواع العدسات وتأثيره على نتائج العملية.
فإذا كان المريض يعاني من مشكلات في القرنية، فإن ذلك يؤثر على اختيار نوع العدسة المناسب، وإذا كان المريض يعمل في وظيفة حركية أو وظيفة تتطلب منه عدم ارتداء نظّارة طبية فغالبًا ما سيحتاج إلى زراعة العدسة متعددة البؤر (عدسة تحسّن الرؤية في كافة المستويات البعيدة والقريبة والمتوسطة).
وإذا كان المريض كبيرًا في السن فغالبًا ما سيحتاج إلى زراعة العدسة أحادية البؤرة، والتي تساهم في تحسين الرؤية في المسافات البعيدة، وسيحتاج ارتداء النظّارة الطبيّة لتحسين الرؤية في المسافات القريبة.
ووفقًا لكل نوع من أنواع العدسات المستخدمة في عملية المياه البيضاء تختلف نتيجة العملية بين مريض وآخر، فبعض الأنواع لا يتأقلم عليها المخ بسرعة، والبعض الآخر يتأقلم بسرعة ولكن لن تتحسن كفاءة الرؤية لديه في المسافات القريبة -مثلا-.
وعلى كلٍ، فإن الطبيب المتخصص وحده هو من يملك اختيار نوع العدسة المناسبة للمريض، وفقًا للتشخيص الدقيق لحالته، وذلك حتى لا يُعرّض العملية للفشل.



اترك تعليقاً